من نازعته نفسه إلى لذة محرمة،
فشغله نظره إليها عن تأمل عواقبها وعقابها وسمع هتاف العقل يناديه:
ويحك لا تفعل، فإنك تقف عن الصعود، وتأخذ في الهبوط،
ويقال لك: إبق بما إخترت، فإن شغله هواه فلم يلتفت إلى ما قيل له،
لم يزل في نزول، وكان مثله في سوء إختياره كالمثل المضروب:
أن الكلب قال للأسد: ياسيد السباع، غير إسمي فإنه قبيح،
فقال له: أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الإسم،
قال: فجربني فأعطاه شقة لحم وقال: إحفظ لي هذه إلى غد وانا أغير إسمك،
فجاع وجعل ينظر إلى اللحم، ويصبر، فلما غلبته نفسه قال: وأي شيء بإسمي؟
وما كلب إلا إسم حسن. فأكل. وهكذا الخسيس الهمة،
القنوع بأقل المنازل، المختار عاجل الهوى على آجل الفضائل.
فا الله الله في حريق الهوى إذا ثار، وانظر كيف تطفئه،
فرب زلة أوقعت في بئر بوار، ورب أثر لم ينقلع،
والفائت لا يستدرك على الحقيقة، فابعد عن أسباب الفتنة،
فإن المقاربة محنة لا يكاد صاحبها يسلم، والسلام
0 التعليقات:
إرسال تعليق