بسم الله الرحمان الرحيــم السلام عليكم
مرحبا بكل الزوار الاعزاء الذين تتشرف مدونتي بزيارتهم وترك بصماتهم عليها , كم انا فخور بافتتاح هذه المدونة لتكون باذن الله صرحا كبيرا بين عالم المدونات الواسع , ساسعى من خلال مدونتي هذه التي تقديم كل ما هو مفيد ساكون سعيدا جدا بزيارتكم العزيزة الى مدونتي وترك بصماتكم وتعليقاتكم المفيدة
ليس لك من الأمر شيء
في سياق حديث القرآن الكريم عن غزوة أُحد ورد قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون} (آل عمران:128)، فأخبر سبحانه نبيه أنه ليس له من الحكم شيء في عباده إلا ما أمره الله به فيهم.
خصائص النظم القرآني
مرحبا بكل الزوار الاعزاء الذين تتشرف مدونتي بزيارتهم وترك بصماتهم عليها , كم انا فخور بافتتاح هذه المدونة لتكون باذن الله صرحا كبيرا بين عالم المدونات الواسع , ساسعى من خلال مدونتي هذه التي تقديم كل ما هو مفيد ساكون سعيدا جدا بزيارتكم العزيزة الى مدونتي وترك بصماتكم وتعليقاتكم المفيدة
حتى يكون هواه تبعا لما جئت به
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يُؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ) حديث صحيح رُويناه في كتاب الحجّة بإسناد صحيح .
مقدمة حول الأحاديث القدسية
الحديث القدسي هو الحديث الذي يسنده النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الله عز وجل ، والقدسي نسبة للقدس ، وهي تحمل معنى التكريم والتعظيم والتنزيه ، ولعل من مناسبة وصف هذا النوع من الأحاديث بهذا الوصف ، أن الأحاديث القدسية تدور معانيها في الغالب على تقديس الله وتمجيده وتنزيهه عما لا يليق به من النقائص ، وقليلاً ما تتعرض للأحكام التكليفية .
الاثنين، 26 مارس 2018
السبت، 3 مايو 2014
العقيدة - العقيدة الطحاوية - الدرس (01-20) : لا شيء يعجزه
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1995-02-04
بسم الله الرحمن الرحيم
لايعجزه الشيء |
-الله عز وجل قُدرته مُتَعَلِّقة بِكُلّ ممكن فلا شيء يُعْجزه لِكمال قدْرته :
أيها الأخوة الأكارم، قد تقول: هذا القاضي عادل، لكِنَّ عَدْل القاضي نِسْبي، وقد تقول: فُلان قَوِي، إلا أنّ قوَّته نِسْبِيَّة، أما إذا نسَبْتَ إلى الله القوّة والعدْل فهي القوَّة المُطْلقة، أُوَضِّحُ لكم هذه الحقيقة؛ قاضٍ قضى بين الناس أربعين عاماً، فأصْدر في هذه السنوات عشَرات القرارات، فإذا كان بين هذه الأحكام والقرارات والبالغة ـ مثلاً مئة حكم ـ قرار غير صحيح فإنَّهُ يُسَمَّى عند الناس قاضياً عادلاً! لأنَّ الأحكام التي تنْطبق على الإنسان أحْكام من نوع الأعمِّ الأغْلب، ولكن لو قلتَ: إنَّ الله عادل، فهي كلمة مُطْلقة، ولا تسْمح لك أن تعتقد طيلةَ عمر الأرض كُلِّها، وفي تاريخ البَشَرِيَّة جميعاً أنّ إنسانًا هُزِمَ حقّه، فصِفاته وأسماؤه تعالى مُطْلقة، إذا قلْنا: لا يُعْجزه شيء، أيْ قُدْرته مُتَعَلِّقة بكُلِّ ممكن، وهذا إلى ماذا ينْقلنا؟ ينقلنا إلى أنَّ المُعْجزات التي وردت في القرآن الكريم يقف منها بعض ضِعاف العُقول موقف المُتَرَدِّد، يقول لك: هل يُعْقل ألاّ تحْرق النار؟! فلو عرفَ أنَّ قدْرته متعلِّقة بكُلِّ ممكن فسَتَقول: هذا مَعْقول، نحن لم نألَفْ في عاداتنا أنَّ النار لا تُحْرق، إلا أنَّهُ في عُقولنا ما دامت قُدْرة الله مُتَعَلِّقة بِكُلّ ممكن: كُنْ فَيَكون، فالبحْر أصبح طريقاً يبَساً! والنار؛ يا نار كوني برْداً وسلاماً على إبراهيم! فكلمة (لا يُعْجِزُهُ شيء) أنَّ قُدْرته مُتَعَلِّقَة بِكُلّ ممكن، وهذه تجعلنا لا نقف حيارى أمام آيةٍ قُرْآِنيَّة أشارتْ إلى خرْقٍ لِقَوانين الكَوْن، وهذا لا يحْملنا على أنْ نرْفض الكرامة بل نُصدِّقُها، لكن لا نرْويها، أما إذا وردَتْ في نَصِّ قرآني أو حديث صحيح فإذا رفَضْناها فقد كَفَرْنا، فأهل الكهْف ليْسوا أنْبياء، بل هم مؤمنون، وكرامتهم أنَّهم لبِثوا في كهْفِهِم ثلاثمئة سنين وازْدادوا تِسْعاً، والسيِّدة مريم ليْسَت نَبِيَّة، إنما هي صِدِّيقَة، ومع ذلك أنْجَبَتْ مولوداً ذَكَراً من دون زواج؛ فهذا خَرْقٌ للعادات، فَكُلّما تَبَحَّرْت في معرفة قدْرة الله عز وجل رأيْت المعجزة أمراً طبيعياً مَحْضاً.
-الله عز وجل على كُلّ شيءٍ قدير :
-صِفات الله إذا جاءت بعد كان فهذه الصِّفَات مُترابطة مع المَوْصوف ترابطاً وُجوديًّاً :
-كُلٌّ نفْي يأتي في كتاب الله أو سنة نبيه فهو لِكَمال الضدّ :
-نفي العجز عن الله عز وجل لإثبات كمال قدرته :
المُقْتَدِر اسْمُ فاعل مِن اقْتَدَر، أما قدير فهي صيغة مُبالغة اسم الفاعل، مِن قَدَر يقْدِرُ فهو قادر، فهو فيه المبالغة، ولكن اقْتدر غير مُبالغ به، فالفرق بين قدر واقْتدر كالفرق بين كتب واكْتتب، فَكَتَبَ يدلّ على الكتابة، أما اكْتتب أي أنَّهُ جعل الكتابة حِرْفَةً له.
-التَّعْبير عن ذات الله بِألْفاظٍ شرعيَّة نبوِيَّة إلهيَّة هو سبيل أهل السنّة والجماعة :
التَّعْبير عن ذات الله عز وجل بِألْفاظٍ شَرْعِيَّة نَبَوِيَّة إلهيَّة هو سبيل أهل السنّة والجماعة، لذلك حينما أدْخَلْنا عِلْم الكلام في عِلْم العقيدة كَثُرَتْ الصِّفات السّلبيّة، وقَلَّت الصِّفات الإيجابِيَّة؛ عالِمٌ قادِرٌ حيّ مريد، والصِّفات السَّلْبِيَّة كثيرة جداً، ينبغي أن نعْكس الأمر، وهو أن نُكْثر من الصِّفات الإيجابِيَّة في ذات الله عز وجل، وأن نخْتَصِر وأن نهمل الصِّفات السلبيّة، وبالمناسبة كما تعْلمون ممنوع أنْ نُفَكِّر فيها بِنَصِّ السنَّة النَّبَوِيَّة لقول النبي عليه الصلاة والسلام:
-التَّفَكّر في ذات الله عز وجل أحدُ أسْباب هَلاك الإنسان :
-أمْرُ الله وإخبارُه يجب أن يكون حَكَماً على عَقْل الإنسان :
-على الإنسان ألا يسْمح لِنَفْسه أن يُناقِش قَضِيَّة إخباريَّة مع أعداء الدِّين :
بادئ ذي بدء: أيّةُ قضِيّة تُعْرض عليّ فهذه إنْ كانت مِن المعقولات أُفَكِّر بها، وإنْ كانت مِن الإخباريات أُسَلِّم بها، كعالم الجن، والملائكة، والبرزخ، والصِّراط، والجنَّة، والنار، أمّا ذات الله فهذه الموضوعات لا يجوز أن تدخل في إطار البحث العَقْلي، والعقل ينتقل من الأثر إلى المؤثر، ومن الكون إلى المُكَوِّن، ومن النِّظام إلى المُنَظِّم، ومن الخلق إلى الخالق، وهذا هو كلّ ما في الأمر.
سُقْتُ هذا الكلام لِهذا الدعاء النبوي الشريف، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
-عدم استطاعة الإنسان أن يثبت عدالة الله بِعَقْلِه إلا أن يكون له عِلْمٌ كَعِلْم الله :
-العَجْزُ عن إدراك الإدراك إدْراك :
-على الإنسان أن يدرس العقيدة من الكتاب و السنة :
والأكمل أن ندْرس العقيدة من الكتاب والسنَّة، لأنَّ عِلْم الكلام ليس عربياً، ولا إسلامياً، ولأنَّه هَجين، لا يفْتقر إلى عِلْم آخر، وهو مُعَقَّد جداً، والدِّين بالأساس بسيط، وعملِيَّة تعْقيد الدِّين هي عَمَلِيَّة ليْسَتْ مشْروعة، والدِّين آيةٌ واضِحَة كالشِّمْس، وحديثٌ واضِحٌ كالشِّمْس، قال عليه الصلاة والسلام:
-من خرج عن منهج الله عز وجل وقع في الظلم و العدوان و البغي :
-عَدَم الإيمان بالله يحمل الإنسان على الظلم و الجور :
سبحان الله التصوّف كان في الصحابة مُسَمًّى بلا اسم، وقد أصبح فيما بعد اسماً بلا مُسَمَّى، فهُمْ في أعلى الدرجات إلى الله شَوْقاً، والعبادة بلا اسم، والآن صارت اسماً من دون مَضْمون.
والحمد لله رب العالمين
الجمعة، 2 مايو 2014
العقيدة الإسلامية - الدرس (1-63) : القوة الإدراكية وهي بحاجة لعالم داخلي وخارجي بينهما
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ:14-09-1986
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين , اللهم لا علم لنا إلا ماعلمتنا انك أنت العليم الحكيم , اللهم علمنا ما ينفعنا , وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علما , وأرنا الحق حقا , وارزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلا , وارزقنا اجتنابه.أصول العقيدة |
فـالبحث في العقيدة مهم جداً بل هو خطير جداً، وهذا لا يعني أنني لم أبحث موضوعات العقيدة خلال مدة طويلة بـل بحثنـاها مئـات المرات، ولكن بمواضيع متفرقة في: الخطب، والتفسير، والحديث، والسيرة وفي الدروس، أما بحثها على شكل موضوعات متكاملة ومتتابعة فسنبدأ الآن أول مرة.
النفس:
1- القوة الإدراكية:
للإنـسان قوة إدراكية، فالحائط، والطاولة، والأحجار، والأشـجار هـذه
الأشياء لا تدرك، فالإنسان مميز، ومفضل، ومكرم بهذه القوة الإدراكية.
مثلاً: مجتمـع الـقرود منذ وجودهم على الأرض
وحتى الآن، هل طرأ على حياتهم تطور؟ فهل سكنوا في البيوت؟ وهل اخترعـوا
أجـهزة ؟ وهل نظموا مجتمعهم ؟ فالقرد هو القرد، لم يتغير ولم يتبدل،
فالفرق الجوهري بين الإنسان والحيوان هو القوة الإدراكية.
2- الإدراك:
فالإنسان إذا عـطل إدراكـه عطـل إنسـانيته، أي إذا عـطل إدراكـه جعل نفسـه فـي صف الحيوان، وهذا قول لا يحتمل المناقشة لشدة وضوحه ولشدة تشعّب الموضوع، فلْنَبْقَ في القـوة الإدراكـية التـي خصـهـا الله للإنـسان والتـي يتميز بها عن سائر المخلوقات ولاسيمـا الحيوان، و لها مشكلة، أنها عالة على العالم الخارجي والعالم الداخلي، وهي مـن دون عالـم خـارجـي وعالم داخلي لا قيمة لها، حيث تتعطل وظيفتها.
3- العالم الخارجي:
- الاستشهاد بأمثلة للتوضيح:
فلو كان الـسمعُ غيرَ محـدود لسـمعت كـل الإذاعـات دون أن تـدخل إرادتك في أن تسمع أو لا تسمع, لذلك فإن الله عـز وجـل مـن حكمته جعلنا لا نستطيع أن نسمع تلك الأمواج الصوتية، فلنفرض لـو كان هنـاك سـوق مليء بالضجيج، أو كان كل شيء على وجه الأرض يسمعه الإنسان لكانت حيـاته مـستحيلة، فتصـور أنـك تسمع أصوات أمواج البحر، وكل محرك يعمل، وكل انفجار، وكل صـوت فـي الـكرة الأرضيـة، مـن شمـالها إلى جنـوبها، ومن شـرقـها إلى غـربها، مهما دق ذلك الصوت ! ولو تفكرنا في ذلك لعرفنا حكمة الله، ولعرفنا نعمته في جعل السمع لدينا محدوداً، ندرك معنى الآية الكريمة:
- إنكار الأشياء غير المحسوسة أمر غير علمي:
فهل ننكر الأشياء الغير محسوسة ؟ فمثلاً هناك أجهزة تطرد البعوض والذباب بواسطة أصوات يصدرها الجهـاز تزعج البعوض والذباب ولكن لا يسمعها الإنسان، وتكون هذه الأصوات دون عتبة السمع, كمـا أن هنــاك أجهـزة حـديثـة لـلقوارض تصـدر أصـواتاً لا يسمعها الإنسان ولكن القوارض تســمعها، فـإذا سـمعتْه هـربتْ، ويسـتخـدم فـي المستودعات، فهل يجـوز للعـاقل أن ينكـرهـا لعدم استماعه لها ؟ فتقول: إذاً إن الحواس محدودة لدى الإنسان، وهـذه النقطـة هي التـي يجـب أن نصـل إليـها، وقد قال عـلماء التوحيد: " عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود ".
1- الدليل:
هنـاك أجهـزة تـلتقط الصور التي لا نراها، فهل تستطيع أن تنكر ذلك ؟ فإذا قال أحد: إني لا أرى الله، فأيـن هو ؟ فـتقول لـه: إنَّ هذا هو الغباء والجهل بعينه, لأن عـدم الوجـدان لا يعني عـدم الـوجود، ولأن حواسنا محدودة لحكمة بالغة، ونستنبط من ذلك أيضاً أن الشيء الذي لا نراه يمكن أن يكون موجوداً، ويمكن أن يكون وجوده أخطر من وجودك أنت لكنك لا تراه, ومن ينكـر أن هناك قوة جذب بيـن الأرض والشمس حسب قانون الجاذبية، فهناك تجاذب بين الكتل المادية بحسب حجم الكتلة، فكلما كبرت الكتلة زاد الجذب، وكلما صغرت قلَّ الجذب, وهذه حقيقة مسلَّم بها.مثال: معلم أراد أن يـبث الإلحـاد بينَ طلابه فقال: نحن لم نشاهد الخالق، فإذاً هو غير موجود، فتكلم طفل وقال لهذا الأستاذ: نحن جميعاً لا نرى عقلك الذي تفكر به، فإذاً أنت لا عقل لك، إن قياساً على هذه القاعدة الواهية أن العقل لا يُرى, ولكن نرى آثاره، وهذا شـيء آخـر فـي الـقوة الإدراكية.
2- العالم الداخلي:
3- الخيال:
4- العقل:
يقول الإمام الشافعي: ((إن للعقل حداً ينتهي إليه، كما أن للبصر حداً ينتهي إليه))، والإمام الغزالي يقول: ((لا تستبعد أيها المتكلف في عالم العقل أن يكون وراء العقل طور قد يظهر فيه مالا يظهر في العقل)), لـذلك فالـكرامـات مـوجـودة، ولـكن الـعقل بصددها محدود الزمان والمكان، فلا يمكن للعقل إدراكه ولكنه موجود، مثلاً قال الله تعالى في كتابه العزيز:
الأربعاء، 23 أبريل 2014
توبة اللاعب عبد الله عبد ربه
توبة اللاعب عبد الله عبد ربه
وطالما اهتزت من قذائفه الشباك.
وطالما عرفته الملاعب.. وأتعب خصومه وسبب لهم المتاعب إنه اللاعب (سابقاً) والداعية حالياً: عبد الله عبد ربه.
قابلته في مجلس من مجالس العلم والإيمان فطلبت منه أن يحدثني عن رحلته إلى الهداية فقال:
(نشأت –كغيري- في بيت من بيوت المسلمين .. والدي -رحمه الله- كان على جانب كبير من التدين والتمسك بالقيم والأخلاق السامية، وكذلك والدتي -رحمها الله تعالى- فكان لذلك أثر كبير في استقامتي ورجوعي إلى الله فيما بعد.
ولما بلغت سن المراهقة كنت أقضي معظم نهاري في الشارع مع زملائي في ممارسة هوايتي المفضلة: كرة القدم:
كنت أحلم -كغيري من الشباب في تلك السن- أن أكون لاعباً مشهوراً تصفق له الجماهير وتهتف باسمه الجموع.. وقد تحقق ذلك الحلم، ففي عام 1397هـ سجلت اسمي في كشوفات نادي النصر بالرياض، وشاركتُ في عدد من المباريات الهامة للنادي حتى عرفتني الجماهير، وكتبتْ عني الصحف والمجلات، وبدأت أشق طريقي نحو الشهر.. ولا أخفيكم أنني شعرت –حينذاك- بشيء من الغرور والاعتزاز، إلا أني في الوقت نفسه كنت أشعر بالاكتئاب والقلق ولا أدري ما السبب؟
وبعد سنوات قليلة تم اختياري لأكون لاعباً في المنتخب، فكانت خطوة أخرى نحو مزيد من الشهرة، لا على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العربي والعالمي، وهذا ما حدث.
ظللت على هذه الحال عدة سنوات، فبدأت أشعر بشيء من الملل، وأعاني من فراغ نفسي قاتل، وأحسست بأنني بحاجة شديدة إلى شيء ما أملأ هذا الفراغ، الذي كنت أعانيه، ففكرت في ترك الكرة والابتعاد عن الأجواء الرياضية.. ولزمت بيتي فترة من الزمن، وعلى الرغم من محافظتي على الصلوات المفروضة، إلا أنها كانت صلوات جافة، لا ورح فيها ولا خشوع.. كانت بالنسبة لي أشبه بالحركات الرياضية التي كنت أؤديها في المعسكر وأثناء التمارين إلى أن جاءت ساعة الهداية.
ففي يوم من الأيام زارني الأخ منصور بشير -بارك الله فيه- ومعه أحد الاخوة الصالحين، وقال لي كلاماً أيقظني من الغفلة التي كنت أعيشها، وأخبرني بأن السعادة الحقيقية والطمأنينة والراحة في الرجوع إلى الله، والتمسك بحبله المتين.. في مجالسة الصالحين وحضور مجالس العلم والذكر: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
ومن تلك اللحظة استمعت إلى نصيحة أخي -وفقه الله- وتعرفت على بعض أهل الخير وطلاب العلم، فأحسست بسعادة عظيمة تغمرني لا أستطيع لها وصفاً، وندمت على أيام خلت قضيتها بعيداً عن خالقي - عز وجل-.
ونصيحتي أخواني اللاعبين وغيرهم أن يتمسكوا بهذا الدين العظيم، وأن يعودوا إلى ربهم وخالقهم، وهذا لا يتعارض مع الرياضة ولعب الكرة، فالإسلام حث على بناء الأجسام وتقويتها، ولكن لا نجعل ذلك غاية نحب من أجله ونبغض من أجله، ويكن هو همنا الشاغل، بل وسيلة إلى كسب رضا الله، والوصول إلى جنته.
وإنني أدعو جميع اللاعبين أن يكونوا قدوة لشبابنا الحائر، وخير سفير لبلادنا في الخارج، ولو فعلوا ذلك لدخل كثير من الكفار في دين الله أفواجاً، لعرفوا عظمة هذا الدين المتمثل في سلوك أبنائه ومعتنقيه.
توبة الشيخ عادل الكلباني
توبة الشيخ عادل الكلباني
لم أكن ضالاًّ بدرجة كبيرة نعم.. كانت هناك كبائر وهفوات أرجعها إلى نفسي أولا، ثم إلى الأسرة والمجتمع.
لم يأمرني أحد بالصلاة يوماً، لم ألتحق بحلقة أحفظ فيها كتاب الله، عشتُ طفولتي كأي طفل في تلك الحقبة، لَعِبٌ ولهوٌ وتلفاز و(دنّانة) و (سيكل) ومصاقيل و (كعابة)، وتتعلق بالسيارات، ونجوب مجرى البطحاء، ونتسكع في الشوارع بعد خروجنا من المدرسة، ونسهر على التلفاز والرحلات وغيرها.
لم نكن نعرف الله إلا سَمَاعاً، ومن كانت هذه طفولته فلابدّ أن يشبّ على حب اللهو والمتعة والرحلات وغيره، وهكذا كان.
وأعتذر عن التفصيل والاسترسال، وأنتقل بكم إلى بداية التعرف على الله تعالى، ففي يوم من الأيام قمتُ بإيصال والدتي لزيارة إحدى صديقاتها لمناسبة ما -لا أذكر الآن- المهم أني ظللت أنتظر خروجها في السيارة، وأدرتُ جهاز المذياع، فوصل المؤشر –قَدَراً- إلى إذاعة القرآن الكريم، وإذ بصوت شجي حزين، يُرتل آيات وقعتْ في قلبي موقعها السديد لأني أسمعها لأول مرة: (وجاءتْ سكرةُ الموتِ بالحقّ ذلكَ مَا كنتَ منه تحيد). صوت الشيخ محمد صديق المنشاوي -رحمه الله-، كان مؤثراً جداً.
صحيح أني لم أهتدي بعدها مباشرة، لكنها كانت اللبنة الأولى لهدايتي، وكانت تلك السنة سنة الموت، مات فيها عدد من العظماء والسياسيين والمغنين، وظل معي هاجس الموت حتى كدت أصاب بالجنون، أفزع من نومي، بل طار النوم من عيني، فلا أنام إلا بعد أن يبلغ الجهد مني مبلغه. أقرأ جميع الأدعية، وأفعل جميع الأسباب ولكن لا يزال الهاجس.
بدأت أحافظ على الصلاة في وقتها مع الجماعة، وكنت فيها متساهلا، ولكن كنت أهرب من الصلاة، أقطعها، خوفاً من الموت. كيف أهرب من الموت؟ كيف أحِيدُ منه؟ لم أجد إلا مفراً واحداً، أن أفرُّ إلى الله، من هو الله؟ إنه ربي.. إذن فلأتعرّف عليه.
تفكرت في القيامة.. في الحشر والنشر.. في السماء ذات البروج.. في الشمس وضحاها.. في القمرِ إذا تلاها، وكنت أقرأ كثيراً علماً بأني كنتُ محباً لكتاب الله حتى وأنا في الضلالة.. ربما تستغربون أني حفظتُ بعض السور في مكان لا يُذكر بالله أبداً.
عشتُ هذه الفترة العصيبة التي بلغت سنين عدداً حتـى شمَّرت عن ساعد الجدِّ، ورأيت -فعلاً- أن لا ملجأ من الله إلا إليه، وأن الموت آت لا ريب فيه، فليكن المرء منا مستعداً لهـذا: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنت مسلمون). تفكروا –إخواني- في هذه الآية ترَوا عجباً، تفكروا في كل ما حولكم من آيات الله، وفي أنفسكم، أفلا تبصرون؟ عقلاً ستدركون أن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور.. فكيف –إذن- يكون الحل؟.. أن نعود إلى الله، أن نتوب إليه، أن نعمل بطاعته.
المهم أني عدت إلى الله، وأحببت كلامه سبحانه، ومع بداية الهداية بدأ ارتباطي الحقيقي بكتاب الله العظيم، كنتُ كلما صليتُ خلف إمام أعجبتني قراءته أو الآيات التي قرأها، أعود مباشرة إلى البيت لأحفظها، ثم عُيِّنتُ إماماً بجامع صلاح الدين بالسليمانية، وصليت بالناس في رمضان صلاة التراويح لعام 1405هـ نظراً من المصحف، وبعد انتهاء الشهر عاهدتُ الله ثم نفسي أن أحفظ القرآن وأقرأه عن ظهر قلب في العام القادم بحول الله وقوته، وتحقق ذلك، فقد وضعت لنفسي جدولاً لحفظ القرآن بدأ من فجر العاشر من شهر شوال من ذلك العام، واستمر حتى منتصف شهر جماد الآخرة من العـام الذي بعده (1406هـ)، في هذه الفترة أتممت حفظ كتاب الله -ولله الحمد والمنة -.
وقد كانت (نومة بعد الفجر) عائقاً كبيراً في طريقي آنذاك، كنت لا أستطيع تركها إطلاقاً إلى أن أعانني الله، وعالجتها بالجد والمثابرة والمصابرة، حتى أني كنت أنام -أحيانا- والمصحف على صدري، ومع الإصرار والمجاهدة أصبحت الآن لا أستطيع النوم بعد صلاة الفجر إطلاقاً.
ثم وفقني الله فعرضت المصحف على شيخي فضيلة الشيخ أحمد مصطفى أبو حسين المـدرس بكلية أصول الديـن بالرياض، وفرغت من ذلك يوم الثلاثاء 19رمضان 1407هـ، وكتب لي الشيخ إجازة بسندها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، برواية حفص عن عاصم، ولعل الله أن يوفقني لإتمام العشر بحوله وقوته.
هذه قصتي مع القرآن ونصيحتي لكل من يريد أن يحفظ القرآن أن يحفظ القرآن.
وكلمة في ذيل القصة أشير فيها إلى مسئولية الأسرة في تربية الابن، ومسئولية المجتمع، ومسئولية الفرد نفسه، في التفكر والبحث عن الحقيقة والعمل بها.
ثم أشير إلى أهمية كتاب الله، هذا الكتاب العظيم الذي يطبع بالملايين، وتصدر التسجيلات الإسلامية مئات الأشرطة منه.. تريدون الخير في الدنيا عليكم به، تريدون الخير في الآخرة عليكم به.. فوالله الذي رفع السماوات بغير عَمَدٍ لا أجد في شخصي شيئاً أستحق به أن أصدّر في المجالس، أو أن يشار إليّ ببنان مسلم، أو أن يحبني شخص وهو لم يَرَني… إلا بفضل كتاب الله عليّ.. ما أهون هذا العبد الأسود على الناس لولا كتاب الله بين جنبيه.. وكلما تذكرت هذا لا أملك دمعة حَرَّى تسيل على مُقْلَتي فألجأ إلى الله داعياً أن يكون هذا القرآن أنيساً لي يوم أموت، وحين أوسَّد في التراب دفيناً، وحين أُبعث من قبري إلى العرض على ربي.
أرجوه -جلت قدرته- أن يقال لي: اقرأ وارق، ورتّل كما كنت تُرتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها.
وأسأله -جلت قدرته- أن أكون مع السّفرَة الكرام البَررة، وأن يجعل حب الناس لي عنوان محبته، ورفعهم لي رفعة لدرجتي في الجنة إنه جواد كريم.
ثم اسمعوا ما قاله القحطاني رحمه الله في نونيته:
وزرعت لي بين القلـوب محبــةً *** والعطـف منك برحمــة وحنـان
ونشـرت لي في العالمين محاسنــاً *** وسترت عن أبصـارهم عصيـانـي
وجعلت ذكـري في البريـة شائعاً *** حتـى جعلت جميعهـم إخـوانـي
والله لـو علمـوا قبيـح سريرتي *** لأبـى السلام علي من يلقــانـي
ولأعـرضوا عنـي وملَوا صُحبتي *** ولبـُؤت بعـد قرابــة بهــوانٍ
لكن سترت معايبـي ومثـالــي *** وحَلِمـت عن سقطـي وعن طغياني
فلك المحامـد والمـدائح كلهــا *** بخـواطري وجـوارحي ولســاني
العبد الفقير إلى رحمة ربه المنان
أبو عبد الله عادل بن سالم الكلباني
تعليقاتكم تسعدنـــا
الأحد، 20 أبريل 2014
هَلْ تَدْرُونَ أوَّل مَن يدخَلُ الجَنَّة مِن خَلقِ اللهِ
حديث قدسي
الأحاديث القدسية |
قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:
"هَلْ تَدْرُونَ أوَّل مَن يدخَلُ الجَنَّة مِن خَلقِ اللهِ ؟ قَالُوا: الله وَرَسُولُهُ أعلُم، قال: أوَّل مَن يدخُلُ الجَنَّة مِن خَلقِ اللهِ الفُقَراءُ والمُهَاجِرُون، الَذِيْنَ تُسَدُّ بِهِم الثُغُورُ ويُتَّقَى بِهِم المكارِهُ، وَيموتُ أحَدُهم وَحَاجَتُهُ في صَدْرِه، لا يَستطِيعُ لها قَضَاءاً، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لمَنْ يَشَاءُ مِن مَلائِكَتِه: ائتُوهُم، فَحَيُّوهُم، فَتَقُولُ الملائِكَةُ: نَحْنُ سُكَانُ سَمَائِكَ وَخِيْرَتُكَ مِن خَلْقِكَ، أفتَأمُرُنا أن نَأتِيَ هَؤلاءِ فَنُسَلِّمُ عَلَيْهِم، قَالَ: إنهم كانُوا عِبَادَاً يَعبُدُوني لا يُشرِكُونَ بِي شَيئَاً، وَتُسَدُّ بِهِم الثُّغُورُ ويُتَّقَى بِهِم المَكَارِهُ، وَيَمُوتُ أحَدُهم وَحاَجَتُهُ في صَدْرِهِ، لا يَستطيعُ لها قَضَاءاً، قَالَ: فَتأتِيهِم الملائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَيَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِن كُلِ بَابٍ، سَلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُم، فَنِعْمَ عُقْبَى الدَار."
رواه أحمد وقَالَ الشيخ أحمد شاكر: صحيح.
شرح الحديث
قَالَ الإمَامُ القرطبي في الجامع لأحكام القرآن:
قوله تعالى: "والملائكة يدخلون عليهم من كل باب" أي بالتحف والهدايا من عند الله تكرمة لهم "سلام عليكم" أي يقولون: سلام عليكم؛ فأُضمِرَ القول، أي قد سَلِمْتُم من الآفات والمحن، وقيل: هو دعاء لهم بدوام السَّلامة، وإن كانوا سالمين، أي سلَمكم الله، فهو خبر معناه الدعاء؛ ويتضمن الاعتراف بالعبودية "بما صبرتم" أي بصبركم، أي هذه الكرامة بصبركم على أمر الله تعالى ونهيه،
وقيل: على الفقر في الدنيا،
وقيل: على الجهاد في سبيل الله.
وقَالَ الإمَامُ القرطبي:
وقَالَ الحسن البصري رحمه الله: "بما صبرتم" عن فضول الدنيا، وقيل: "بما صبرتم" على ملازمة الطاعة ومفارقة المعصية.
وقَالَ الإمَامُ القرطبي:
"فنعم عقبى الدار" أي نعم عاقبة الدار التي كنتم فيها؛ عملتم فيها مَا أعقبكم هذا الذي أنتم فيه؛ فالعقبى على هذا اسم، و"الدار" هي الدنيا، وقَالَ أبو عمران الجوني: "فنعم عقبى الدار" الجَنَّة عن النار، وعنه: "فنعم عقبى الدار" الجَنَّة عن الدنيا.
تعليقاتكم تسعدنـا
إنَّ الله تعالى لَيسألُ العبدَ يومَ القيامةِ حتى يسألهُ
حديث قدسي
الأحاديث القدسية |
قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:
"إنَّ الله تعالى لَيسألُ العبدَ يومَ القيامةِ حتى يسألهُ: ما مَنَعَكَ إذْ رأيتَ المُنكرَ أن تُنكِرَهُ ؟ فإذا لَقَّنَ اللهُ العبدُ حُجَّتَهُ قال: يا ربَّ رَجَوتُكَ وَفَرقْتُ من النَّاس."رواه أحمد وابن ماجه وابن حبان وقَالَ الألباني: صحيح ( صحيح الجامع ).( صحيح الجامع: 1818 ).
شرح الحديث
قَالَ الإمَامُ المناوي في فيض القدير:
( إن الله تعالى ليسأل العبد يوم القيامة ) عن كل شيء ( حتى يسأله مَا منعك إذا رأيت المنكر ) هو كل مَا قَبَّحَه الشرع ( أن تنكره ) فمن رأى إنساناً يفعل معصية أو يوقع بمحترم محذوراً ولم ينكر عليه مع القدرة فهو مسؤول عنه في القيامة، مُعَذَّب عليه إن لم يدركه العفو الإلهي والغفر السبحاني.
( فإذا لقَّن الله العبد حجته ) أي ألهمه إياها ( قَالَ يا رب رجوتك ) أن تسامحني من الرجاء وهو التوقع والأمل ( وفرقت ) أي خفت ( من الناس ) أي من أذاهم.
قَالَ البيهقي: هذا فيمن يخاف سطوتهم ولا يستطيع دفعها عن نفسه، وإلا فلا يقبل الله معذرته بذلك.
قَالَ الغزالي: فالعمل على الرجاء أغلب منه على الخوف، وفي أخبار يعقوب عليه السَّلام إن الله أوحى إليه: فرَّقت بينك وبين يوسف لقولك أخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون لِمَ خِفْتَ الذئب ولم ترجُني، ولِمَ نظرت إلى غَفْلَةِ إخوته ولم تنظر إلى حِفْظِي له.
تعليقاتكم تسعدنـا